وزيرة العمل ترفض فتح الأبواب للعمالة الوافدة وانتقادات للحل البديل

وفقاً لموقع DR نقلا عن صحيفة Politiken فإن وزيرة العمل آني هالسبوي يورغنسن لا تريد فتح أبواب جديدة لتوسيع احتمالات الحصول على المزيد من العمالة الأجنبية للدنمارك، وبدلاً من ذلك، يجب على ما يقرب من 43000 شاب دنماركي ليس لديهم وظيفة أو تعليم أن يذهبوا للعمل في الشركات، وذلك بحسب الوزيرة التي أعربت أيضاً عن مخاوفها من أن تؤدي تسهيلات استقدام العمالة الوادة إلى “تشويه” يتعارض مع سياسة الهجرة التي ينتهجه حزب الديمقراطيون الاشتراكيون: “كحكومة، علينا أن ننظر إلى الأمر برمته، … كوزيرة يجب علي أيضاً أن أفكر في ما يعنيه بالنسبة لتماسك الدنمارك أن يأتي المزيد من الأشخاص إلى الدنمارك من دول خارج الاتحاد الأوروبي”، وقد قوبل هذا التصريح بانتقادات من خبراء وباحثين -كما سيرد لاحقا-.
ويأتي ذلك التصريح مخالفاً لما ورد في وثيقة “أساس الحكومة” التي تحتوي على الأسس التي قامت عليها حكومة SVM الحالية، والتي كتبت فيها الحكومة أن جذب العمالة الأجنبية المؤهلة هو أحد مجالات تركيزها في المؤسسة الحكومية، لأن الشركات تجد صعوبة في الحصول على موظفين جدد.
الشباب لا يحلون المشكلة بمفردهم
ووفقاً للمصدر فإن الأستاذ في مركز أبحاث سوق العمل بجامعة ألبورج توماس بريدجارد لديه رأي آخر، وهو أن عدد الشباب البالغ 43 ألفاً الذي أشارت إليه الوزيرة لا يكفي على الإطلاق لحل تحديات التوظيف القائمة: “لا يكفي سد الفجوة مع تلك الفئة، والعديد منهم لا يمتلكون المهارات التي يتطلبها سوق العمل على الإطلاق”. ويضيف بأن هذه المجموعة ليست الحل وحده.
كما تعتقد سابينا بولتز بحسب ما نشر موقع DR وهي باحثة في سوق العمل في جامعة روسكيلد، أن هذه المجموعة لا تمتلك إمكانات كبيرة فيما يتعلق بنقص العمالة: “تظهر التحليلات أن 80% من الشباب البالغ عددهم حوالي 43 ألفاً لديهم تفسير بسيط نسبيًا لسبب عدم التحاقهم بالعمل أو التعليم، فمن الممكن على سبيل المثال أن يكونوا في إجازة قبل الالتحاق الدراسة، وتوضح إن ما يقرب من 20% منهم يعانون من مشاكل طويلة الأمد.
هيئة الصناعة الدنماركية DI: العمالة الأجنبية هي جزء من الحل
ووفقاً للمصدر فلا تعتقد هيئة الصناعة الدنماركية Dansk Industri (DI) أن التركيز على الشباب فقط يعتبر كافي: “من الواضح أن العمالة الأجنبية جزء من الحل للتحديات. ولكن من المنطقي أن ننظر أيضًا إلى الشباب، لكنني لا أعتقد أن الشباب يمتلكون إمكانات كبيرة بمفردهم” كما يوضح ستين نيلسن، نائب مدير الصناعة الدنماركية.
التحديات بلغة الأرقام: عشرات آلاف الوظائف بقيت شاغرة
ويُظهر أحدث استطلاع للتوظيف أجرته الوكالة الدنماركية لسوق العمل والتوظيف أن الشركات تجد صعوبة بالغة في الحصول على الأشخاص الذين تريد توظيفهم، ووفقاً للمسح فقد واجه أصحاب العمل تحديات في التوظيف في 22% من محاولاتهم، كما تبين أن 39300 محاولة توظيف لم تؤد إلى التوظيف في الفترة من سبتمبر/أيلول 2022 إلى فبراير/شباط 2023 لعدم تلبية المرشح لرغبات صاحب العمل.
محاولات البلديات تعليم وتوظيف الشباب بالتدابير القسرية
يقول توماس بريدغارد إن أولئك الذين ليس لديهم عمل أو تعليم غالباً ما يعانون من مشاكل معقدة، ولم تكن لديهم تجارب جيدة مع نظام التعليم، وبالتالي فإن الكثير منهم غير ماهرين، وفي الوقت نفسه، يعاني عدد متزايد منهم من مشاكل الصحة العقلية – حتى الخطيرة منها – والتي يُنظر إليها على أنها جزء من أزمة عدم الرضا الموجودة بشكل خاص بين الشباب، ويضيف بأن البلديات حاولت بالفعل إقناع تلك المجموعة بالعمل، على سبيل المثال من خلال التدابير القسرية، مثل منحهم أوامر تعليمية من أجل الحصول على المزايا النقدية، ويشير إلى أن ما نجح من الإجراءات هي الجهود طويلة المدى، حيث تساعد البلدية في حل المشاكل المعقدة، وتمنح الأشخاص جهة اتصال ثابتة يمكنها مساعدتهم في سوق العمل، ولكن أيضًا بعد العثور على عمل، الأمر الذي يعتبر مكلفاً للبلديات وبالأخص في الوقت الذي تسعى فيه لتقليل المصاريف.