الحكومة وأحزاب أخرى تعلن موقفها من إلزامية تدريس الرسوم الساخرة عن النبي محمد في المدارس الدنماركية

وفقاً لموقع TV2 فقد صرح وزير الطفولة والتعليم ماتياس تسفاي حول موقف الحكومة الدنماركية من مقترح إلزامية تدريس الرسوم الكاريكاتورية الساخرة عن النبي محمد -عليه السلام- في المدارس الدنماركية قائلاً بأن “الحكومة رفضت الموافقة على المقترح بإلزامية تدريس الرسوم الكاريكاتورية حول محمد بينما يبقى الأمر اختيارياً بالنسبة للمعلمين”، حيث قال “إنه يجب ألا تكون مشكلة أبداً إذا كان المعلم يعلم أو يعرض رسومات محمد”. وبحسب للمصدر فالوزير لا يعتقد أن مشروع القرار “يحل أي مشكلة” وبالتالي فإن الحكومة لن تؤيده، وأن مقترح القانون يخاطر بوضع المعلمين في وضع غير مؤكد دون خيار منهم، مضيفاً بأن مشروع القانون يقدم “التشخيص الصحيح، ولكن الدواء الخطأ”.
ويأتي هذا الموقف من الحكومة على الرغم من أن قبل الانتخابات كان الحزب الليبرالي الفنستره -والمشارك في الحكومة الحالية بعدة حقائب وزارية- يؤيد جعل التعليم عن أزمة النبي محمد إلزامياً في المدارس الدنماركية، ولكن الحزب قد غير موقفه الآن.
مواقف الأحزاب حول القضية
وقد تم تقديم القرار المقترح عدة مرات في البرلمان الدنماركي سابقاً قبل الانتخابات العامة الأخيرة في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2022 ولاقى المقترح بالفعل أغلبية لصالحه، لكن بعد تشكيل الحكومة غير الحزب الليبرالي الفنستره موقفه وهو الآن ضدها، وبدلاً من ذلك ستطلق الحكومة “رسم خرائط” لمدى الرقابة الذاتية في التعليم.
وكان من بين المؤيدين سابقاً للمقترح ومع ذلك حزب SF والذي ينتمي للكتلة الحمراء وكان داعماً للحكومة السابقة عندما وعدت الحكومة الديمقراطية الاجتماعية بالدعوة إلى مفاوضات حول إطار عمل للتعليم في أزمة محمد، ولكن المفاوضات توقفت بسبب الانتخابات العامة في عام 2022.
وبالإضافة لحزب SF يؤيد مقترح القانون حزب كل من الشعب الدنماركي وحزب المحافظون وديمقراطيو الدنمارك والتحالف الليبرالي والبرجوازيون الجدد بحجة “الدفاع عن حرية التعبير للمعلم والمدرسة “بناءً على أن تقوم الجهات المعنية بإعداد المناهج الدراسية بإعداد المواد التعليمية “بطريقة لا يضطر فيها المعلم أو المدرسة منفردة إلى إعداد المادة بأنفسهم”.
عندما تم تقديم اقتراح القرار لأول مرة في عام 2021 كان ذلك بمبادرة من Mette Thiesen التي كانت آنذاك عضوة في حزب البرجوازيون الجدد Nye Borgerlige، وتصف موقف الحكومة بالرفض اليوم بأنه “فشل ذريع”.
ودافعت المتحدثة آني ماثيسن من الحزب الليبرالي الفنستره عن تغيير موقف الحزب من التأييد إلى الرفض متحدثة إلى صحيفة Jyllands-Posten (وهي الصحيفة التي نشرت الرسومات الكاريكاتورية عن النبي محمد عام 2005) بالقول إن “تقييم الأمان الواضح هو أن القرار المقترح لن يزيل الخطر على المعلم الفردي”.
أمثلة واضحة حول أمان المعلمين فيما يتعلق بهذه القضية بحسب المصدر
ويتعلق جزء من القرار المقترح أيضاً بتحديث خطط الاستعداد الأمني للمدارس للتعامل مع النزاعات المحتملة فيما يتعلق باستخدام المواد التعليمية حول أزمة النبي محمد -عليه السلام-، ففي أكتوبر/ تشرين الأول 2020 قُتل مدرس التاريخ والجغرافيا صموئيل باتي عن عمر 47 عاماً بعد أن عرض رسماً ساخراً للنبي محمد خلال دروس حول حرية التعبير في مدرسة Collège Bois-d’Aulne في إحدى ضواحي باريس، حيث قام شاب مسلم يبلغ من العمر 18 عاماً وينحدر من أصول شيشانية بطعن رقبة المعلم في الشارع المفتوح عندما كان المعلم في طريقه إلى المنزل من المدرسة، وبعد ذلك أطلقت الشرطة الفرنسية النار على الجاني وقتلته.
وعلى إثر ذلك كتب مدرس دنماركي بعد ذلك على فيسبوك أن رسومات محمد ستدرج من الآن فصاعداً في تعاليمه “احترامًا لزميلنا الشجاع في باريس. ولضمان أساس عملنا: حرية التعبير”، وبعد ذلك تلقى الشخص الكثير من التهديدات لدرجة أن الشرطة نصحت في نفس المساء بإزالة المنشور والانتقال إلى عنوان سري.
كما أخبرت معلمة في مدرسة ابتدائية بحسب صحيفة Berlingske عن نبذها من قبل زملائها لدرجة أنها مرضت وفقدت وظيفتها.
وفي العام الماضي ، نصحت بلدية كوبنهاجن معلمة بتقليل استخدام رسومات محمد في التعليم، والتي حاولت بيعها للمدارس الابتدائية في البلدية، وكان أحد الأسباب حينها أن “التركيز المباشر للغاية على رسومات محمد يثني المعلمين عن عملية التدريس”، وفقاً لموقع TV2 نقلاً عن رسالة بريد إلكتروني اطلع عليها موقع Alting.