نجاح باهر: طلاب مدرسة “جيتو” سابقة يتفوقون على مستوى الدنمارك

وُصف حي تينبجيرج (أو تنمبيا كما تُلفظ) Tingbjerg في كوبنهاجن بأنها حي جيتو Ghetto صعب، وقد عانت المدرسة الابتدائية Tingbjerg Skole الواقعة في وسط المنطقة السكنية من سوء الأحوال المعيشية وانحدار مستوى الطلاب وانخفاض أعداد الذين التحقوا بالتعليم الثانوي، ولكن في السنوات الأخيرة تقدم الحي في جميع المعايير.
هذه قصة نجاح يمكن أن تكون مثالاً يحتذى به لبقية البلاد، بحسب تصريح ياكوب نايسجر، عمدة الأطفال والشباب في كوبنهاجن.
التفوق على المستوى الوطني في الدنمارك من حيث دخول الطلاب للمدارس الثانوية
ففي الآونة الأخيرة أظهرت الأرقام الجديدة أن جميع الطلاب تقريباً يواصلون تعليمهم الثانوي بعد الانتهاء من المدرسة في Tingbjerg، وبالرجوع إلى خمس سنوات إلى الوراء حوالي ثلثي الطلاب فقط يدخلون المدرسة الثانوية وكانت النسبة هي 62.8% فقط، أما الآن يُظهر تقرير من بلدية كوبنهاجن أن 97% من الطلاب بدأوا تعليم الشباب (المرحلة الثانوية) خلال 15 شهراً من تركهم الصف التاسع في المدرسة في العام الدراسي 2020/2021، وبذلك فالمفاجأة لا تكمن فقط بالتطور الكبير، بل أيضاً بالتفوق على المستوى الوطني في عموم الدنمارك وهو 95%.
“لقد حلمنا بالارتقاء إلى المعدل الوطني، بغض النظر عن الخلفية الاجتماعية والاقتصادية للطلاب، والآن نجاحنا هو حلم تحقق”، بهذه الكلمات علق مدير المدرسة ماركو أندرس دامجارد على الأرقام الجديدة، وفقاً لموقع TV2.
من حافة المجتمع إلى مقاعد المدرسة
لم يمض وقت طويل على احتلال “الأحياء الصعبة” والجريمة والمشاكل للجيل القادم من الأطفال في المناطق السكنية كأولويات على رأس أجندات السياسيين ووسائل الإعلام. ففي عام 2018 على سبيل المثال، نشرت صحيفة Berlingske أن 18% فقط من الطلاب في مدرسة Tingbjerg تم تقييمهم على أنهم جاهزون للتعليم في تقرير الجودة في بلدية كوبنهاجن.
لكن هذه الأيام، أيام “الغيتو الصعب” قد ولت الآن، ولم تعد منطقة Tingbjerg السكنية تظهر في قائمة الأحياء الفقيرة “الغيتو” أو بالاسم البديل “المجتمعات الموازية”.
فقد ازدادت كل من الدرجات والرفاهية بين الطلاب، وفقاً لتقرير من Berlingske العام الماضي.
في النهاية ، هذا يعني أن المزيد من طلابنا ينتهي بهم الأمر في مجتمعات إيجابية حتى يتمكنوا من مواصلة حياتهم بطريقة جيدة. في الماضي – إذا كان علينا أن نكون صادقين – ربما كان هناك البعض ممن انتهى بهم المطاف على هامش المجتمع في بعض المجتمعات السلبية، بحسب مدير المدرسة، والذي أوضح كذلك بأن جميع الموظفين “عملوا بجد” لمنح الطلاب المهارات والشجاعة والرغبة في الاستمرار في التعليم بعد المدرسة الابتدائية أي بعد الصف التاسع، كما ذكر أنه تم استبدال جزء من أعضاء هيئة التدريس تحت قيادته وإشرافه، لأن بعض المدرسين كانوا كثيري الغياب والبعض الآخر لم يكن جيداً بدرجة كافية، حيث قام بتعيين معلمين لديهم توقعات عالية وإيجابية للأطفال، قائلاً بأن: ” الشيء الأهم هو إقناع الجميع بأن الأطفال يمكن أن ينجحوا، بحيث يتم خلق الإيمان الصحيح والتوقعات الصحيحة للأطفال”.
موارد خاصة من الوزارة لمدرسة Tingbjerg
وقد نفذت وزارة التربية والتعليم سابقاً إشرافاً خاصاً على مدرسة Tingbjerg نظراً لضعف النتائج فيما يتعلق برفاهية الطلاب ودرجاتهم، ولكن هذه الصفحة قد طُويت الآن، ولكن المدرسة ما زالت تتلقى أموالاً إضافية بسبب التحديات السابقة، ويأمل مدير المدرسة أن يستمر ذلك لبعض الوقت في المستقبل، حيث تم تخصيص الأموال للمعلمين ولمعلمين إضافيين ليعملوا على التحفيز اللغوي المنتظم للأطفال وإعادة هيكلة اليوم المدرسي، بحيث تمتلئ فترات الراحة اليومية بالأنشطة التي يشرف عليها البالغين.
كما يذهب جزء من الأموال الإضافية لمدرسة Tingbjerg أيضاً إلى مستشاري توجيه تعليم الشباب، والذين يطلق عليهم مستشارو التوجيه UU.
أحدهم هو Jeppe Johansen والذي يأتي إلى مدرسة Tingbjerg حوالي ثلاثة أيام في الأسبوع حيث يقدم عروضاً تقديمية للصفوف وإجراء محادثات فردية مع الطلاب في الصفين الثامن والتاسع، وقد علق بالقول: “هناك العديد من الطلاب الذين لديهم توقعات أو يحلمون بأن يكونوا أطباء أو مهندسين أو محامين. أقول إن هذا يبدو جيداً وممتازاً، لأنه من الرائع أن يكون لديك طموحات وأحلام. لكن دعونا نتخذ خطوة واحدة في كل مرة. ما هي الخطوة الأولى بعد الصف التاسع؟”، وغالباً ما يؤكد Jeppe Johansen للطلاب أنه من المقبول أن تكون لديهم بعض المخاوف أو شيء من التردد، وأن يقوموا باختيارات جديدة، وأن هناك العديد من البرامج الأخرى غير البرامج الأكثر شهرة، كما أوضح المستشار التعليمي أيضاً بأنه يتعاون كذلك مع المعلمين فيما يتعلق بكيفية مساعدة الطلاب معاً على اتخاذ خيار واقعي ومؤهل لتعليم الشباب بعد الصف التاسع، وبالإضافة لذلك فإنه يشارك في المناقشات بين المدرسة والبيت، بحيث يشارك أولياء أمور الطلاب في الصفين الثامن والتاسع أيضاً في مداولات الطلاب حول اختيار تعليم الشباب.
بالعودة إلى منطقة Tingbjerg، يأمل العمدة أن صعود طلاب المدرسة إلى الأمام في نظام التعليم يمكن أن يساعد على المدى الطويل في رفع المنطقة السكنية بأكملها، كما يمكن أن يؤدي التعليم إلى توفير فرص عمل وفسحة مالية أكبر للفرد، وفي الوقت نفسه يمكن أن تكون هناك نماذج جديدة يحتذى بها لتلاميذ المدارس الأصغر سناً.