ماتياس تسفايه يعلن عن “حزمة عصابات” جديدة والخبراء ينتقدون حديثه عن انعدام الأمن

قدم وزير العدل ماتياس تسفايه ما يسمى بـ “حزمة عصابات” جديدة وهي مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى “نشر الأمان” من خلال مجموعة من القوانين والإجراءات التي من شأنها تشديد العقوبات على الشباب الذين يرتكبون جرائم.
وحول سؤال صحفي وُجه لتسفاية “ألا تؤجج الحكومة حالة انعدام الأمن لدى السكان عندما يقدم تسفايه حزمة عصابة أخرى، وعندما تقول رئيسة الوزراء إنها لا تجرؤ على الذهاب إلى “أجزاء كبيرة من كوبنهاجن الكبرى”؟ أجاب وزير العدل ماتياس تسفايه بالقول “لا”، ونفى بأن الناس يشعرون بأنهم غير آمنين فقط لأن هناك من يتحدث عن انعدام الأمن.
الخبراء ينتقدون إصرار الحكومة على الحديث عن انعدام الأمن
لكن العديد من الخبراء بعيدين كل البعد عن الاتفاق مع تسفايه، وأحدهم هو عالِم الجريمة والمؤلف كاسبر فيسكر والذي وفقاً لموقع الإذاعة الدنماركية يعتقد أن العكس هو الصحيح: “أنت في الواقع تصبح أكثر انعداماً للأمان من خلال الحديث عن انعدام الأمن”.
وقدم تسفاي وجهة نظره عندما ذهب في أحد الأيام في نزهة مع أحد الصحفيين في Husum، وهي منطقة في كوبنهاجن الكبرى حيث نسبة انعدام الأمن هي الأعلى، وهناك أكد الوزير أنه لا يعتقد أن “الكلام هو الذي يخلق الواقع”.
ووفقاً لأربعة خبراء تحدث إليهم موقع الإذاعة الدنماركية، فإن من هم في السلطة قد يزيدون من شعور المواطنين بانعدام الأمن عندما يتحدثون عن ذلك، ويمكن أن يكون ذلك من خلال تسليط الضوء على حالات الجريمة النادرة والتحدث بشكل متكرر عن انعدام الأمن كمشكلة في مجتمع آمن في واقعه.
ويجدر بالذكر أن الجدل حول انعدام الأمن قد استمر لعدة أسابيع بعد أن أطلقت الحكومة في نهاية أغسطس/آب مجموعة جديدة من حزم العصابات تسمى “مجتمعات آمنة بدون عصابات إجرامية”، والتي تهدف إلى جعل الدنماركيين أكثر أماناً من خلال 30 مبادرة، وذلك على الرغم من حقيقة أن الغالبية العظمى من سكان الدنمارك يشعرون بالأمان في محيطهم، بحسب تقرير من وزارة العدل، حيث قال 88% من سكان الدنمارك بأنهم يشعرون بالأمان في منطقتهم في عام 2021، وهي زيادة مقارنة بالمسح السابق في عام 2019.
انخفاض جرائم الشباب في السنوات الأخيرة
وفي الواقع، لا يوجد مكان ارتفعت فيه حالة انعدام الأمن بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث لم يظهر ذلك في أي من الاستطلاعات الأمنية لوزارة العدل أو بلدية كوبنهاجن، بل إن جرائم الشباب والجريمة ضد المواطنين قد انخفضت في كوبنهاجن للعام الخامس على التوالي، وذلك ما أدى إلى حالة كبيرة من الجدل وإلى انتقاد الحكومة.
ووفقاً لديفيد سوسدال عالم الجريمة وأستاذ مساعد في جامعة لوند، فعندما يكون هناك فرق بين الأرقام الحقيقية وإصرار السياسيين على أن هناك مشاكل كبيرة تتعلق بانعدام الأمن، فإنهم يساعدون في تأجيج انعدام الأمن، كما يمكن أن تساعد أنواع مثل هذه البيانات (مثل تصريح ميته فريدريكسن) في نشر الخوف غير الضروري بين السكان .
تعليق واحد