الأخبار

بلهجة عنيفة: الإسلام والغيتو والعرب في خطاب حزب الشعب الدنماركي الذي يصارع للبقاء في البرلمان

تنبيه: يُسمح فقط بمشاركة الرابط ويُمنع نسخ المحتوى لأي سبب بموجب قانون حقوق النشر

ضمن الاجتماع الوطني السنوي للأحزاب الدنماركية صعد مورتن ميسيرشميت رئيس حزب الشعب الدنماركي كآخر المتحدثين في برنامج الاجتماع الوطني يوم السبت، وقد واجه حزب الشعب الدنماركي مشاكل داخلية كبيرة أدت إلى انشقاق عدد من أبرز السياسيين في الحزب، وازداد ذلك بشكل خاص بعد إعلان البرلمانية السابقة انجا ستوجبيرج عن تأسيس حزبها الجديد الديمقراطيون الدنماركيون والذي وبحسب استطلاعات الرأي حقق نجاحاً استثنائياً من حيث عدد وسرعة انضمام الأعضاء على الرغم من عدم إعلان مؤسسة الحزب عن برنامج انتخابي، بينما تعرف بمواقفها المتشددة بشكل حازم من الإسلام والمهاجرين واللاجئين، وهذه هي أهم النقاط التي يتفق عليها السياسيون المنشقون من حزب الشعب الدنماركي والحزب الجديد الديمقراطيون الدنماركيون. ويجدر بالذكر أن حزب الشعب الدنماركي يخاطر بالمحافظة على مقاعده القليلة المتبقية له في البرلمان، حيث أظهرت استطلاعات رأي بأن الحزب يقترب من حافة الخروج من البرلمان ما لم ينجح بحصد أصوات الناخبين.

وسبق خطاب ميسيرشميت عرض فيديو ترويجي لحزب الشعب الدنماركي على موقع تويتر حمل رسالة محورها التشدد تجاه الإسلام والحجاب والغيتو والجريمة، ويظهر في الفيديو صور مجمعات سكنية ونساء محجبات ومساجد في الوقت نفسه ينتقد مورتن ميسرشميت الإسلام، ويقول في الفيديو: “هل ما زالت هذه الدنمارك؟ هل هذا هو البلد الذي تخيله آباؤنا وأجدادنا؟”، وتم تصوير الفيديو بصورة قاتمة شكلاً ومضموناً.

اضغط هنا للانتقال لرابط مشاهدة الفيديو

خطاب عنيف من حيث تناول الإسلام والعرب
وبالعودة إلى خطاب ميسيرشميت فقد بدا أكثر عنفاً من خطاباته السابقة، ومن المعروف أن حزب الشعب الدنماركي يعتمد على سياسة هجرة صارمة لكسب أصوات الناخبين.

إخراج الإسلام من المستشفيات
وقال ميسيرشميت خلال خطابه بأنه يريد أن يخرج الإسلام من المستشفيات: “نريد أن يخرج الإسلام من المستشفيات”، وتلا ذلك تصفيق حار من الحضور.

وقال كذلك لمورتن ميسرشميت بأنه لا يمكن أن يكون الشخص الوحيد الذي سئم من الاضطرار إلى الانجرار إلى “مخيم بدوي كامل في غرفة الانتظار”.

كما أضاف ميسرشميت بأنه لا يطيق (رؤية) ارتداء الحجاب وغرف الصلاة ورمضان واللحوم الحلال، وبعد ذلك حاز على تصفيق أكثر حرارة من الحضور.

تسهيل دخول الشرطة إلى مجمعات الغيتو السكنية
ووفقاً لمورتن ميسرشميت فيجب اتخاذ إجراءات أكثر صرامة في الأحياء المعروفة باسم الغيتو (الغيتو هي مناطق سكنية صنفتها الحكومة الدنماركية كأحياء مجتمعات موازية حيث تقل فيها نسبة التعليم وترتفع نسبة البطالة ومعدل الجريمة ويشكل المهاجرين وأحفادهم أكثر سكانها)، وبحسب ميسرشميت فلن تتمكن الشرطة من تطبيق القانون إلا “بحملة واسعة النطاق “وحيث لا يمكن لهم الدخول دون “مطاردتهم من قبل الفتيان العرب العنيفين”، على حد تعبيره.

وهذا هو السبب في أن حزب الشعب الدنماركي يقترح حزمة غيتو جديدة، والتي ستجعل جميع مناطق الغيتو الدنماركية مناطق زيارة دائمة من قبل السلطات، حيث قال ميسرشميت خلال خطابه: “حتى تتمكن الشرطة من التدخل بحزم، دون التمكن من ممارسة الحيل بجميع أنواع التزييف القانوني، في الوقت نفسه ، يجب أن يكون من الممكن للشرطة إصدار حظر تجول للأفراد لعدة أشهر. خذوا مشاكل الدنمارك على محمل الجد ومارسوا المزيد من الضغط على أحياء الغيتو. تحتاج الدنمارك إلى حكومة تأخذ مشاكل الدنمارك على محمل الجد”.

وفي الوقت نفسه ذكر ميسرشميت أن يجب على الحكومة الجديدة ألا تجعل الأمر أكثر جاذبية “للمهاجرين العاطلين عن العمل للبقاء على الأريكة أو في المنزل في الغيتو”، حيث أن استخدام نظام أكثر صرامة “سيسهل الحصول على تذكرة العودة الضرورية إلى المكان الذي ينحدرون منه”، وذلك في إشارة منه إلى جعل المهاجرين واللاجئين يغادرون الدنمارك للعودة إلى بلادهم الأصلية، كما طالب يقدم الاقتراح تفعيل عواقب ملموسة على المذنبين وعلى عائلاتهم: “هنا في الدنمارك، تقع على عاتق الوالدين مسؤولية مراقبة أطفالهم. وإذا لم يتمكنوا من اكتشاف ذلك، فهذه هي مشكلتهم أيضاً”.

وبحسب ريتساو، فإن “الدنماركيين أولاً” هي الكلمات التي تحملها الإعلانات الترويجية للحزب في Herning، حيث حضر 600 عضو لحضور الاجتماع الوطني للحزب، بينما حضر 900 شخص آخر مرة عقد فيها DF اجتماعاً وطنياً، ما ينم عن انخفاض حجم شعبية الحزب.

أما على صعيد القضايا الوطنية فقد قال ميسرشميت بأنه يريد تقوية المهن الحرفية، وإذا كان الأمر متروكاً له فيجب إعادة هيكلة الرسوم الدراسية لبرامج الماجستير وتحويل الأموال مباشرة إلى المدارس المهنية: “لذلك سنصبح مرة أخرى دولة لا تستغني عن العمالة من الخارج فحسب، بل تفخر بامتلاكها للميكانيكيين ومصممي المباني والعاملين الصحيين والطهاة والكهربائيين”، على حد قوله.

أسماء عباس

إعلامية عربية دنماركية حاصلة على ماجستير في الإعلام، عضو مسجل في مجلس الصحافة الدنماركية، مقدمة برامج ومدربة دولية، وسفير سلام دولي في منظمة مسجلة في الأمم المتحدة.
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!