مشروع جامع للمواقيت في أوروبا يتكلل بالنجاح بعد جهود سنوات من العمل الدؤوب

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وأخيراً اجتمعت المراكز الاسلامية للسنة في الدانمارك على مواقيت موحدة للصلاة، كما نأمل أن يجتمعوا على مواقيت موحدة لدخول شهر رمضان والأعياد.
وقد تم هذا بفضل الله أولاً ثم بفضل العمل الدؤوب للمجلس الأوروبي للافتاء والبحوث الذي جعل قضية مواقيت الصلاة والصيام للمسلمين في الغرب من بين أولوياته العلمية والعملية منذ تأسيسه؛ لأنها تتعلق بفريضتين عظيمتين من فرائض الإسلام، وهي الصلاة والصيام، وبسبب كثرة الخلافات والاضطراب بين المسلمين في أوروبا بخصوص هذا الموضوع.
لهذا بحث المجلس هذه القضية وأصدر فيها عدداً من الفتاوى والقرارات، كما خصص لها دورة مستقلة قُدمت فيها البحوث العلمية ودارت فيها النقاشات المطولة بين أعضاء المجلس.
وقد تشكلت لجنة لإعداد دراسة حديثية فقهية وعمل الدراسات العلمية الرياضية المقارنة بين الاجتهادات المختلفة وتقديمها للمجلس” وذلك منذ تموز 2003م
ثم عقب ذلك تشكيل لجنة علمية من قبل لجنة الفتوى في ألمانيا التابعة للمجلس ،ومسجد بلال في مدينة آخن لدراسة موضوع المواقيت وسُبل ضبطه وتقليل الاختلاف فيه، وذلك عام 2016.
ثم قرَّر المجلس في دورته السابعة والعشرين المنعقدة بمدينة إستانبول في تركيا في الفترة من: 18-22 صفر 1439ه الموافق 7-11نوفمبر 2017 م “التنسيق مع رئاسة الشؤون الدينية التركية لعقد مؤتمر دولي لدراسة التقاويم المعمول بها حاليا، للوصول إلى تقويم يمنع أو يقلل الاختلاف بين المسلمين، ويضبط أداء العبادة، وييسِّر على مسلمي أوروبا العيش بدينهم” .
وقد حرص المجلس على التنسيق مع الهيئات والجهات الأوروبية المعنية بملف المواقيت والممثلة لفئات وشرائح واسعة من المسلمين في الغرب كرئاسة الشؤون الدينية التركية، ومؤسسة الملي جروش، ومسجد باريس، ومؤسسة مسلمي فرنسا، ومجلس مسلمي أوروبا، ومسجد بلال بآخن، وغيرها من المؤسسات الأوروبية.
وقد عملت اللجنة العلمية في البحث والرصد لقرابة ست سنوات، وعقدت الندوات في مختلف الدول الأوروبية وكما قامت المؤسسات المشاركة في هذه اللجنة من مختلف البلدان بعرض تقاويمها ومناقشة إشكاليات تطبيقها، وشاركت في حوارات اللجنة وتقييم كل المقترحات، وقد أكد الحضور والمشاركون في اجتماعات اللجنة العلمية من مختلف الدول الأوروبية غير مرة عن استعدادهم للتنازل عن مشروعهم والالتزام بمشروع اللجنة العلمية جمعاً للكلمة وتوحيداً للصف.
حتى أقيم المؤتمر العالمي للمواقيت بمدينة استانبول في الفترة من 19 – 20 صفر 1443 هـــ الموافق 26 – 27 أيلول 2021 م، بمشاركة رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء ونائبه وأمينه العام وعدد من أعضاء المجلس، وقد شارك في المؤتمر حوالي ٥٠ هيئة ومؤسسة دينية من مختلف دول أوروبا.
وكان من نتائج المؤتمر خروج مشروعٍ جامعٍ للمواقيت في أوروبا، ودعوة الأئمة ومدراء المراكز والمؤسسات الإسلامية وعموم المسلمين في الغرب إلى العمل به والاجتماع عليه؛ لأنه اجتهاد جماعي قام عليه نخبة من فقهاء الشرع، وخبراء الفلك بهدف ضبط العبادة في غير حرج أو مشقة، والموازنة بين الالتزام بالعلامات الشرعية للأوقات وبين التقدير المؤصل له شرعاً إذا غابت أو اضطربت هذه العلامات.
وبالنسبة للدانمارك فقد جاء هذا التوحد بعد عدة محاولات من اتحاد المؤسسات الإسلامية في الدانمارك (الاتحاد يضم عدد من المؤسسات والمراكز الإسلامية في الدانمارك من مؤسسات عربية مثل المجلس الإسلامي الدانماركي ومركز حمد والجمعية الثقافية الإسلامية في أورهوس ومسجد السلام ووقف أودنسة وانضم الوقف الاسكندنافي إليه مؤخراً، وفيه عدد من المؤسسات التركية والباكستانية والبوسنية، وبعض أفراد الجالية الصومالية…) للخروج بمواقيت موحدة لجمع المسلمين السنة عليها في الدانمارك وخصوصاً في أشهر الصيف الذي تختفي فيه العلامات الشرعية لوقت العشاء والفجر.
ومعلوم أن وقت العشاء يبدأ بغياب الشفق الأحمر ووقت صلاة الفجر يبدأ بظهور البياض المعترض في الأفق، وهذه العلامات تختفي في الدانمارك في أشهر الصيف ويطول فيها النهار كثيراً ويقصر الليل وخصوصاً في الفترة من شهر مايو تقريباً إلى أواخر شهر أغسطس.
وقد عمل هذا الاتحاد على تعديل المواقيت القديمة طيلة ما يقرب من الخمس سنوات ، وقام بالبحث والدراسة والعمل الدؤوب حتى أخرج مواقيت للصلاة شارك فيها الوقف الاسكندنافي أيضاً ، لكن قدر الله أن لا يتم الإجماع عليها من عموم المساجد والأئمة، فقد تمسك البعض بالمواقيت القديمة، وأخذ البعض بالمواقيت التركية، مما زاد الاضطراب والاختلاف في هذا الشأن.
في نفس الوقت كان الاتحاد على تواصل مع اللجنة الأوروبية للمواقيت الموحدة التي تضم المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث بالتعاون مع رئاسة الشؤون الدينية التركية، وشارك في المؤتمرات والاجتماعات.
وقد أسفر عمل اللجنة الأوروبية السالفة الذكر عن المؤتمر العالمي للمواقيت في الفترة من 19 – 20 صفر 1443 هـــ الموافق 26 – 27 أيلول 2021 م بمدينة إسطنبول بتركيا وكان من نتائج المؤتمر خروج مشروعٍ جامعٍ للمواقيت في أوروبا
و قد تم عقد ندوة في كوبنهاغن من أجل توحيد مواقيت الصّلاة والاتفاق على العمل بنتائج مؤتمر اسطنبول وذلك يوم الأحد 5 ديسمبر 2021 في مقر الرابطة الإسلامية شاركت فيها المؤسسات الإسلامية.
المواقيت الجديدة لاقت تفاعل كبير من قبل الأئمة في الدنمارك للعمل بها وذلك للخروج من حالة الاختلاف والتنابذ التي وصلت إلى داخل المساجد والبيوت، بل قد وصل الأمر أنه في نفس البيت أصبح هناك خلاف بين أفراد الأسرة الواحدة وكل فرد يصلي على وقت مختلف عن الآخر، وكذلك الحال في وقت دخول شهر رمضان ويوم العيد.
ويعتبر المشروع بمعاييره وأسسه الفقهية والفلكية حدثاً مهماً للمسلمين في الغرب، يسهم في تقليل الخلاف ورفعه، وجمع الكلمة ووحدة الصف.
ومن نتائج هذا المشروع وتوصيات المؤتمر :
- إنشاء صفحة على شبكة الانترنت لتسهيل الحصول على المواقيت وفق ما قرره المؤتمر
- وهذا موقع لجنة المواقيت : #مواقيت_الصلاة لجميع مدن العالم التي تشرف عليه اللجنة العلمية للمواقيت بأوروبا:
- إطلاق تطبيق هاتفي مجاني لمعرفة أوقات الصلاة في المدن العالمية وفق معايير اللجنة العلمية.
وقد تم عمل تطبيق من قبل مسجد السلام في أورهوس بناءً على المواقيت الجديدة لمختلف البلدان ويتضمن خدمات أخرى مثل تحديد اتجاه القبلة وبيان أسماء وعناوين المؤسسات الإسلامية والمساجد في الدانمارك….. وسيتم تحديثه بمرحلة قادمة
وقد وصل عدد المشاركين فيه إلى 4500.
التطبيق إسمه Salaty - تنظيم اللجنة العلمية عددا من اللقاءات على الساحة الأوروبية للتعريف بالمشروع والإجابة على الأسئلة والإشكالات التي ترد على تطبيقه في بعض المناطق
- يؤكد المؤتمر على ما قررته المجامع الفقهية من مشروعية الجمع بين الصلاتين في الفترة التي يقع فيها الحرج والمشقة الشديدة على أداء الصلاة وفق المشروع المعتمد.
- يوصي المؤتمر السادة الأئمة والدعاة ومدراء المراكز والمؤسسات الإسلامية في الغرب وعموم المسلمين إلى وحدة الصف وجمع الكلمة وتجنيب المسلمين تعدد المواقيت ونظم حساب الصلاة على نحو يشكك الناس في عبادتهم ويوقعهم في الحرج ولا يعكس الصورة الحضارية العالمية للإسلام.
وقد قدم الحضور في المؤتمر الشكر الجزيل لتركيا رئيسا وحكومة وشعبًا على استضافة المؤتمر، ولرئاسة الشؤون الدينينة التركية، والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، واللجنة العلمية، وكل من بذل جهدًا أو وقتا لإتمام هذا المشروع وإخراجه للنور.
وفي الختام نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزي خيراً كل من كان سبباً وكل بذل جهداً أو وقتاً أو قولاً أو عملاً لإتمام هذا المشروع.، ونأمل أن يكون هذا المشروع سبباً لوحدة المسلمين واجتماع كلمتهم في أوروبا وإظهار الصورة المشرفة الإنسانية والحضارية والحقيقية للإسلام في الغرب.
يمكنكم تحميل تطبيق “الدليل الفقهي للمسلم الأوروبي”
نسخة الأندرويد | https://bit.ly/2lRXpwT
نسخة الآي فون | https://apple.co/2mm3WA5
قناة #المجلسالأوروبيللإفتاء_والبحوث
عبر تطبيق تيليجرام
https://t.me/ecfrorg
على منصة الانستجرام:
https://instagram.com/ecfr_org