بعد محاولاتهم دخول الاتحاد الأوروبي: إعادة مهاجرين عراقيين من الحدود البولندية البيلاروسية
نشر موقع الإذاعة الدنماركية تقريراً حول إعادة 400 مهاجر عراقي إلى ديارهم بعد محاولة فاشلة للهجرة إلى الاتحاد الأوروبي.
فمع تطور أحداث الصراع السياسي الكبير الحالي بين بولندا وبيلاروسيا فقد انتهى المطاف بالمهاجرين على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا كمحور أساسي في الصراع.
ووفقاً للمصدر فقد حطت طائرة مساء يوم أمس في مدينة أربيل الكردية شمال العراق، حيث وصلت الطائرة من مينسك في بيلاروسيا، وكان على متنها حوالي 430 راكباً.
وقد أمضى الكثير منهم مثل الآلاف من العراقيين والأفغان الآخرين شهوراً في عبور الحدود من بيلاروسيا إلى بولندا و الاتحاد الأوروبي، ولكن الأمر لم يسر كما تمنوا.
ووفقاً للتقرير فقد قام الكثير منهم ببيع سياراتهم وممتلكات أخرى لبدء الرحلة، لكنهم عادوا إلى ديارهم بعد خسارة ما أنفقوه، كما دفع العديد من المهاجرين المال لمهربي البشر للوصول إلى الاتحاد الأوروبي من خلال بيلاروسيا.
وبالإضافة للخسارة فقد عاشوا في مخيمات المهاجرين على طول الحدود، حيث كافحوا للعثور على الطعام والتدفئة في درجات الحرارة القريبة من نقطة التجمد، وعندما حاولوا عبور الحدود قوبلوا بالغاز المسيل للدموع.
وقد لقي ثمانية أشخاص على الأقل حتفهم على الحدود في الأشهر الأخيرة.
ووفقاً لمايكل لوند مراسل المصدر فقد كان المهاجرون يشعرون بالمرارة وخيبة الأمل بسبب إعادتهم، وأضاف: “لقد تحدثت إلى شخص دفع 6000 دولار للتذكرة ولتهريبه”.
وعلى الرغم من أن بعضهم سافر قبل عدة أشهر، إلا أن الوضع على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا ساء بشكل خاص في الأسابيع الأخيرة.
وتتهم بولندا بيلاروسيا بتوجيه المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي من خلال بيلاروسيا، ومن العراق في محاولة لزعزعة استقرار الاتحاد الأوروبي، ويرون في ذلك انتقاماً للأحداث الأخيرة وللعقوبات المفروضة على الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو والذي يسمى “آخر ديكتاتور أوروبا”.
وقامت بولندا مراراً وتكراراً بزيادة عدد جنودها على الحدود، وصرح وزير الدفاع في الأسبوع الماضي بأن هناك 15 ألف جندي حالياً على الحدود البولندية لوقف المحاولات العديدة التي يقوم بها المهاجرون لعبور الحدود.
وحتى الآن لم يتمكن المهاجرون أيضاً من العودة إلى بيلاروسيا، لكن ذلك تغير في الأيام الأخيرة.
ووفقاً لوكالة الأنباء الحكومية البيلاروسية فقد تم نقل المهاجرين إلى مركز لوجستي بالقرب من الحدود، حيث أتيحت للمهاجرين الفرصة للنوم في مكان مغلق بعد عدة أسابيع من الإقامة في خيام مؤقتة.
ووفقا للمراسل فقد قام الاتحاد الأوروبي بالضغط من أجل إنهاء الوضع على الحدود، ومن ثم اختار العراق عرض عودة المهاجرين.
كما مارس الاتحاد الأوروبي ضغوطاً على شركات الطيران لمنعها من نقل المهاجرين إلى بيلاروسيا، ووفقاً للمراسل فقد قال البعض إنهم يرغبون في العودة لأنه لم يعد بإمكانهم البقاء والعيش على الحدود، وقال آخرون إن الشرطة البيلاروسية اقتادتهم إلى المطار للمغادرة.
وعلى الرغم من عودة وإعادة الكثيرين إلى ديارهم لا يزال هناك آخرون يحاولون المغادرة من العراق.